لا شيء يدوم .. إلا الحُب في الذاكرة : أحببتُ كرة القدم فعشقتُ كبيرها
أحببتُ كرة القدم فعشقتُ كبيرها، الأبيض الملكي ريال مَدريد.
النادي الذي رافقَني مُنذُ صِغري، صحيحٌ أننّي لم أكن أعرفُ عنهُ الكثير، سوىٰ أن هناك لاعبًا اسمه ( كريستيانو رونالدو ) يلعب فيه .
عندما كنتُ صغيرة كان أخي الذي يكبُرني بعشرِ سَنوات يسألني دائمًا: "ريال مَدريد أم برشلونة؟" فأجيبهُ ببراءة: ريال مَدريد - خوفًا على نفسي أن لا يضرِبُني 🤣 -
لكن يبدو أنه كان حبًّا بالفطرة لهذا النادي!
وكان يُتابع سؤاله: " رونالدو أم ميسي ؟ "، وأنا أيضًا ببراءة أختارُ رونالدو. كبرتُ علىٰ هذا المبدأ : ريال مَدريد ورونالدو.
كنتُ أشاهدُ بعض المُباريات مع أخي لكن مِن دون أن أفهم أو أتعمق بكرةِ القدم، ولم أكن أهتم إن فزنا أم خسَرنا . لكن كُل شيء تغَير عِندما شاهدتُ مُباراة لريال مَدريد في دوري أبطالِ أوروبا كانت مُباراة ذهاب رُبع النِهائي، وفُزنا فيها . منذ تلكَ اللحظة وحتى اليَوم لم أفوّت أي مُباراة لريال مَدريد ( إلا إذا منعَتني أُمي بسبب إمتحانٍ مُهم )
أما عن رونالدو ..
صاحِب الرقم 7، اللاعِب الذي رحلَ بلا وداع . وقعتُ في حُبه حدّ الانكسار! لم أعُد أتمالكُ نفسي حِين أُشاهِدهُ، أبكي كطفلةٍ عند كل لقطةٍ لهُ . ما أجملهُ وما أقبح الشِعار الذي يرتديه اليوم! لن أتحدث عن سوء اختياره لذلك النادي، سيذكر التاريخ أن هناك لاعبًا قتل الجميع .. ثم قتل نفسه بأختياره لذلك النادي!
لقد كُنت أشاهِد مُباريات مانشِستر يُونايتد ويوڤِنتوس فقط لأجله، بل حتىٰ أننّي شجعتُ البُرتغال مِن أجلهِ أيضًا . واليوم، في كُل مرة يلعب النصر أتمنىٰ أن يفوز فقط لأرىٰ تلك الابتسامة تعود لِـوجهه، ذلك الوجه الذي ملأتهُ التجاعِيد مع تقدم العمر .
ماذا فعلتَ بنا يا رونالدو كي نُحِبك بهذا القدر ؟
وفي النِهاية، لا شيء يدوم. قد تمرُّ سَنوات قادمة، ويُولد جيل جَديد ينسىٰ ما قدمهُ هذا اللاعب، أو رُبما يجيء لاعب أفضل مِنهُ .. ولكن في وجهة نظري هوَ الأفضل في التاريخ وإن بحثتُم فوقَ الدهرِ دهرًا!




